شراء عقار في السعودية خطوة كبيرة ومهمة، سواء كنت تبحث عن منزلٍ للعائلة أو عن استثمار طويل الأمد.
لكن في خضم الحماس، يقع الكثير من المشترين في أخطاء شراء العقار تكلفهم وقتًا ومالًا وربما ندمًا لاحقًا.
في هذا المقال، سنتحدث بأسلوب واقعي وسردي عن أبرز الأخطاء التي يقع فيها المشترون في السوق العقاري السعودي، وكيف يمكن تجنبها بخطوات بسيطة لكنها حاسمة.

1. الشراء بدافع العاطفة لا المنطق | أخطاء شراء العقار
أول خطأ يقع فيه الكثير من الناس هو الشراء لأنهم أحبّوا المكان، لا لأنه مناسب فعلاً.
تسمع أحدهم يقول:
“أعجبتني الواجهة، وحسيت إن البيت لي من أول نظرة.”
لكن بعد السكن، يكتشف أن الحي مزدحم، أو بعيد عن عمله ومدارس أولاده، أو أن البناء ضعيف الجودة.
النصيحة:
لا تشتري بعاطفتك. ضع قائمة أولويات واضحة (الموقع، المساحة، الخدمات، الجودة)، وقيّم العقار بناءً على هذه المعايير فقط، لا على الانطباع الأول.
2. تجاهل فحص العقار قبل الشراء
خطأ متكرر جدًا — الشراء دون فحص هندسي أو فني.
الكثير من الناس يكتفون بنظرة سريعة أو بجولة مع البائع، فيكتشفون بعد الشراء أن هناك تشققات في الجدران، أو مشاكل في الكهرباء أو السباكة.
أحد المشترين في الرياض قال إنه أنفق ما يقارب 70 ألف ريال على إصلاحات بعد الشراء، فقط لأنه لم يستعن بمهندس فحص.
النصيحة:
اطلب تقرير فحص هندسي معتمد قبل توقيع العقد، مهما بدا العقار جديدًا. هذه الخطوة قد توفر عليك مبالغ ضخمة.
3. عدم التأكد من صحة الصك أو التراخيص
يحدث أحيانًا أن يشتري الناس عقارات غير موثقة بالكامل، أو فيها مشاكل في الصكوك.
أحد المشترين اكتشف أن الأرض التي اشتراها كانت جزءًا من مخطط لم يُعتمد رسميًا بعد، فتوقفت جميع الإجراءات القانونية.

النصيحة:
تحقق من الصك عبر منصة وزارة العدل أو من خلال مقيم عقاري معتمد.
تأكد أن العقار خالص من أي رهن أو نزاع قضائي قبل دفع أي مبلغ.
4. التسرّع في دفع العربون دون اتفاق واضح
الكثير يدفع عربونًا كبيرًا فقط لحجز العقار، دون أن يوقّع اتفاقًا يحدد حق الاسترجاع في حال تراجع الصفقة.
ويفاجأ لاحقًا بأن البائع رفض إعادة المبلغ بحجة أن “الاتفاق تم شفهيًا”.
النصيحة:
لا تدفع عربونًا إلا بعقد مكتوب يوضح شروطه، أو من خلال وسيط عقاري موثوق ومسجل في الهيئة العامة للعقار.
5. الاعتماد الكلي على الوسيط العقاري
بعض المشترين يسلّمون قرار الشراء بالكامل للوسيط العقاري.
لكن ليس كل الوسطاء في السوق مؤهلين أو موثوقين.
قد يروّج الوسيط لعقار لأنه يحصل على عمولة أعلى، لا لأنه الأفضل لك.
النصيحة:
استعن بوسيط معتمد في الهيئة العامة للعقار، وكن شريكًا فاعلًا في التقييم والاختيار، لا مجرد مستمع.
6. تجاهل الموقع والمستقبل العمراني

الناس أحيانًا ينبهرون بشكل العقار وسعره، وينسون أهم عنصر: الموقع.
كم من شخص اشترى فيلا بسعر مغرٍ في أطراف المدينة، ثم اكتشف لاحقًا أن المنطقة ضعيفة الخدمات، ولا يوجد فيها مدارس أو مستشفيات قريبة، أو أن قيمتها السوقية لم ترتفع.
النصيحة:
اختر موقعًا له مستقبل عمراني واضح.
اطلع على خطة تطوير المنطقة من الأمانة أو البلدية، فالمشاريع الجديدة ترفع الأسعار مستقبلًا.
7. عدم معرفة القوانين والأنظمة العقارية
أحيانًا يجهل المشترون القوانين الخاصة بـ التمويل العقاري أو رسوم التسجيل أو الشروط النظامية.
مثلًا، بعضهم يوقّع على عقد تمويل دون معرفة أن القسط قد يرتفع مع الوقت بسبب الفائدة المتغيرة.
النصيحة:
اقرأ العقود جيدًا، واستفسر من البنك أو الجهة الممولة عن كل بند.
وإن لم تفهم، استعن بخبير قانوني أو مستشار تمويل عقاري.
8. إغفال التكاليف الإضافية
الكثير يظن أن سعر العقار هو فقط ما سيدفعه، لكنه يفاجأ لاحقًا بتكاليف أخرى مثل:
- رسوم السجل العقاري.
- عمولة الوسيط.
- رسوم البنك والتأمين.
- الصيانة الدورية أو التجهيزات.
النصيحة:
احسب التكلفة الكاملة قبل اتخاذ القرار.
ضع ميزانية تشمل كل المصاريف الجانبية، حتى لا تتفاجأ بعد توقيع العقد.
9. شراء العقار دون تقييم مستقل

بعض المشترين يعتمدون فقط على السعر الذي يطلبه البائع، دون أن يتحققوا من القيمة السوقية الحقيقية.
في النهاية، يدفعون أكثر من اللازم لأنهم لم يطلبوا تقييمًا معتمدًا.
النصيحة:
اطلب تقييمًا رسميًا من مقيم معتمد من الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، أو استخدم منصات موثوقة مثل Rakez.sa لمعرفة متوسط الأسعار في نفس الحي ونفس نوع العقار.
10. تجاهل مرحلة ما بعد الشراء
بعد توقيع العقد، يعتقد البعض أن العملية انتهت، لكنهم ينسون الخطوات اللاحقة مثل نقل الملكية رسميًا أو التسجيل في المنصات الحكومية.
وقد يؤدي الإهمال إلى مشاكل قانونية لاحقًا.
النصيحة:
تأكد من إتمام نقل الملكية إلكترونيًا عبر منصة إفراغ العقاري التابعة لوزارة العدل، واحتفظ بجميع المستندات الرسمية والفواتير.
11. التفكير القصير المدى
الكثير من المشترين يختارون العقار بناءً على وضعهم الحالي فقط، دون التفكير في المستقبل.
قد يكون العقار مناسبًا الآن، لكنه لن يكون عمليًا بعد خمس سنوات مع توسع الأسرة أو تغيّر العمل.
النصيحة:
اختر عقارًا يتماشى مع خطة حياتك المستقبلية، وليس فقط مع احتياجاتك الحالية.
12. عدم الاستفادة من الدعم الحكومي
العديد من المواطنين لا يعرفون أنهم مؤهلون للحصول على التمويل العقاري المدعوم من صندوق التنمية العقارية أو برنامج “سكني”.
فيشترون من مالهم الخاص أو بقروض مرتفعة الفائدة، رغم أنهم كانوا مؤهلين للدعم.
النصيحة:
تحقق من أهليتك عبر منصة سكني أو تواصل مع البنك العقاري لتعرف إن كنت تستحق دعمًا يغطي أرباح التمويل بالكامل.
الخلاصة: الخبرة تُختصر بالتجربة… أو بالنصيحة
الشراء العقاري في السعودية تجربة تستحق التأنّي.
كل خطأ من الأخطاء السابقة حدث فعلًا مع أشخاص في السوق، وخسر بعضهم مبالغ كبيرة بسبب قلة التخطيط أو الثقة الزائدة.
تذكّر دائمًا أن:
- العقار يُشترى بالعقل لا بالعاطفة.
- كل ريال تُنفقه في الفحص والاستشارة، يوفر عليك آلافًا لاحقًا.
- المعلومة الدقيقة هي أقوى أداة لحماية المشتري.
ابدأ بخطة واضحة، واستعن بمصادر موثوقة مثل Rakez.sa لمقارنة الأسعار، قراءة تقييمات الأحياء، ومعرفة العقارات النظامية قبل أن تتخذ القرار.
الصفقة الذكية ليست الأرخص دائمًا،
بل تلك التي تحقق لك راحة البال واستقرار المستقبل.






